حكم محكمة ببراءة الشارف الغرياني...فى احداث فيلم عمر المختار؟



========/

آفة التاريخ هو ان يكتبه ويوثقه دائما المنتصر ...تاريخ ليبيا ليس استثناء...بعد الاستقلال وبعد ان اصبحت ليبيا دولة وجاء السنوسيون الى الحكم، برزوا افعالهم وذكروا مفاخرهم في الجهاد ضد المستعمر، وكذلك فعل القذافي بعد ان جاء الى الحكم، وان اختلف قليلا عنهم حيث وصف حكم السنوسيون بالبائد والرجعي ،و اللبس تاريخ حكمه رداء القومية العربية دون ابراز اي دور للعرقيات الاخرى التى ضحت وشاركت فى الجهاد. من اجل استقلال ليبيا ؟

فيلم عمر المختار يأتى تجسيدا لهذا السياق الجذلي للتاريخ، ورغم ان شخصية عمر المختار شخصية متفق عليها فى تاريخ الجهاد الليبي والعربي عموما ، الا ان الفيلم الذي صنع من اجله عليه الكثير من المآخد من قبل القبائل والاعراق الاخرى التى تمثل النسيج الاجتماعي الليبي حتى وان لم يستطيعوا البوح بهذه المآخد فترة حكم القذافي ، خيانة الجهاد ضد الطليان والتعاون مع المستعمر لم تكن خطيئة الغريانى وحده كما اظهره الفيلم ، فالغرياني في النهاية يمثل نفسه ولايمثل قبيلته ومدينة غريان حيث انه كان من سكان منطقة برقة وكان رئيسا لبلدية بنغازي ابان الحكم الايطالي وتم منح وسام له تكريما لمجهوداته في تعاونه مع الطليان من قبل ملك ايطاليا .وهذا تاريخ متبث..هناك الكثيرون مثل الغرياني تعاونوا مع الايطاليين ووشوا بالمجاهدين وقبضوا ثمن خيانتهم، ولكن ما تعلمناه في المدارس ووثق في الافلام هو خيانة " الشارف الغرياني وكأنه الوحيد الذي خان؟

نحن لا ندافع عن الغرياني ، اذا خان وتعاون مع الطليان ، ولكننا نتسأل لماذا هو وليس غيره مع علمنا أن الخونه كثر ...واذا اخدنا الغرياني نموذج لخيانة الوطن لانه تعاون مع الطليان ، وجب ان يكون قياسا لكل من تعاون مع الاجنبي ضد وطنه بما فيهم الذين تعاونوا مع الناتوا واعطوا الاحداثيات لتدمير جيش بلادهم واحتلالها؟

من حق اقارب الشارف الغرياني ، الدفاع عنه شخصيا لأن القضية تعنيهم، ولكن ليس من حقهم اقحام مدينة غريان فى هذه القضية ، لانه وكما قلنا الشارف الغريانى لا يمثل الا نفسه، ..ومهمة الدفاع عنه ونيل برأءته قد تكون ممكنة بحكم محكمة ولكن ، كيف يتم حدف القضية من عقول 7مليون 800الف ليبي ؟شاهدوا ولا زال يشاهدون فيلم عمر المختار ؟

مسألة خيانة الوطن ،، وتعريف الخيانة عموما قضية جدلية ، ليس عند الليبين فحسب ، بل فى كل العالم تقريبا ، وقضية خيانة الوطن يصعب وضع معايير لها ، ويصعب منعها من ان تصبح تهمة جوالة يستعملها المنتصر ضد خصومه، او الحاكم ضد معارضيه،..

محمد طاهر